ميمية الـحبِّ من نورٍ ومن حِكَمِ
مدادها من معاني نونْ والقـــلمِ
سالت قريحة صب في محبتـــكم
فيضا تدفق مثل الهاطل العـــممِ
كدمع عيني إذا ما عشت ذكــــركم
أو خفقِ قلبٍ بنارِ الشوق مضـطرمِ
يزري بنابغةِ النعمانِ رونقــــها
ومن زهير؟ وماذا قـال في هــرمِ
دع سيفَ ذي يزن صفحا ومادحـه
وتبعا وبني شــــــداد في إرمِ
ولا تعرج على كسرى ودولتــــه
وكلِّ أصيد أو ذي هـالة وكمــي
وانسخ مدائحَ أربابِ المديح كمـــا
كانت شريعتُه نســـخا لدينهــمِ
رصع بها هامة التأريخ رائعــــة
كالتاج في مفرق بالمجد مرتســـمِ
فالهجرُ والوصلُ والدنيا وما حملــت
وحبُّ مجنونِ ليلى ليس من همـمـي
دع المغاني وأطـــــلال الحبيب ولا
تلمح بعينك برقا لاح في أضــــمِ
وانسَ الخمائل والأفنان مائلــــة
وخيمـة وشويهات بذي سـلــــمِ
هنا ضياء هنا ري هنا أمــــــل
هنا رواء هنا الرضوان فاستلــــمِ
ميمية لو فتى بوصير أبصرهـــا
لعـوذوه برب الحــل والحــــرمِ
أ ثني على مَنْ ؟ أتدري مَنْ أبجِّله ؟
أما علمت بمـــن أهديته كلمــــي
في أشجعِ الناس قلباً غيرَ منتقـــم
وأصدق الخلق طرٌّا غيرَ متهــــــمِ
أبهى من البدر في ليل التمام وقــل
أسخى من البحر بل أرسى من العلـــمِ
أصفى من الشمس في نطق وموعظة
أمضى من السيف في حكم وفي حكــمِ
أغرُ تُشرق من عينيه ملحمـــــةٌ
من الضياءِ لتجلو الظُّلْـــم والظُّــلَمِ